طلب العلم لا ينال براحة الجسد

طلب العلم لا ينال براحة الجسد

الاثنين، 6 أبريل 2015

طريقة طلب العلم

طريقة طلب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:-

إلى الأخوة طلاب العلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبعث إليكم هذه الورقات الخاصة بمنهج طلب العلم والتي يفضل أن يطبق ما فيها مع مجموعة من الشباب لكي يتعاونوا على البر والتقوى ويكون ذلك أدعى لمواصلة الطريق وأعظم للأجر، وأسأل الله أن يجعل فيها خيراً وينفع بها.

يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) ففي هذه الآية دليل على فرضية العلم كفرضية الجهاد وكلاهما فرض على الكفاية وكما يتعين الجهاد لحالات فأيضاً يتعين العلم لحالات ولعل الأمة حققت بعض تلك الحالات لتعينه عليها، فيأثم من لا يتفقه أو يعين على التفقه بعد الاستطاعة على ذلك، ولا أريد الإطالة بهذا إنما المقصد التذكير بمنزلة العلم والأمر بالتفقه كالنفور إلى الجهاد وقال القرطبي عن الآية ”أنما أصل في وجوب طلب العلم وقال وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة وأنه على الكفاية دون الأعيان“ (1)، ولا يخفى عليكم ما للعالم من فضل وأثر على المجتمع وأن نقص العلم يكون بقبض العلماء وذلك من علامات الساعة وإذا صُدر الجهال سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا فهلكنا، ومن يريد أن يسير بالحركة العلمية قُدماً فيجب عليه أن ينظر إلى منهج سلفنا الصالح وكيف حققوا الرقي العلمي وأصبحوا صروحاً ومصابيح يهتدي بها، فلم يكن العلم يوماً حكراً على أحد إنما متأخرة نسبياً فإنه لا ريب سيصل إلى ما يرجوه، فالعلم نور من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد كان السلف يبدأون بحفظ القرآن ثم السنة مع الفهم الصحيح ثم بعد ذلك يجتهدون على حسب ما فهموا من الكتاب والسنة، فمثلاً شيخ الإسلام أفاد في فتاواه أنه كانت له ردود على بعض العلماء في العقيدة وهو ابن الحادية عشرة وكذلك الإمام مالك تصدر للفتوى وهو ابن الثامنة عشرة واجتهد الإمام الشوكاني في مثل سنة أيضاً وغيرهم كثير، إذاً فالعلم سهل ولا يحتاج إلى تهويل أهل هذا الزمان، ولو سلكنا طريقهم لوصلنا كما وصلوا، ولا شك أنهم كانوا متفرغين للرحلة والطلب وليسوا من الموظفين، أما نحن فقد أضعنا الأوقات في دراسة تفاصيل فضول علوم الآلة رغم أن الفقهاء والمحدثين وضعوها كطريق لفهم الكتاب والسنة لا عوضاً عنهما، فهي وسيلة لا غاية، وللأسف فمن أراد العلم في زماننا فإنه يضيع عمره ومجهوده بحفظ كلام الرجال وفتاواهم عوضاً عن حفظ الكتاب والسنة وكفى بذلك شراً حتى لو اعتضنا عنهما بكلام أبي بكر وعمر.

وهنا أريد أن أتكلم عن أمرين الأول: كيفية إزالة عوائق طلب العلم، والثاني: عن مدن الطلب مفصلة على المنهج المقترح والمجرب.

لا شك أن أكبر العوائق أمام طالب العلم هو عائق الوقت فكثير من الشباب المقبلٌ على الطلب يعمل يومياً لمدة لا تقل عن سبع ساعات ثم لا يكاد يرجع إلى أهله إلا مع أذان العصر مرهقاً وبقية يُستهلك في شؤون أهله وأمور أخرى، وأنا أقول إزالةً لهذا العائق:-

أولا: ينتخب ما لا يقل عن عشرة من خريجي التخصصات الشرعية ويراعى ألا تزيد أعمارهم على الأربعة والعشرين وأن يكون لديهم نسبة من الذكاء وقوة في الحافظ وأن يكون طيب المعدن ومزكى من قبل جلسائه أو شيوخه حسن الخلق ومتعالياً عن سفاسف الأمور وأهمها أن يكون لديه إقبال على طلب العلم، كما تكتب له ترجمة ملخصة عن حفظه وتخصصه وشيوخه وأعماله الدعوية وأن يكون غير مرتبط ببرامج أخرى غير ما نحن بصدده، إلى غير ذلك من المقومات التي تصلح أن ينصف بها الطالب.

ثانياً: يفرغ هؤلاء العشرة لمدة أربع سنوات وليس بالضرورة أن يتفرغوا بين يدي مجتهد لأن هذا يصعب علينا، إنما يكفي آخر ستة أشهر أن يلازموه ليقرأوا عليه خلاصة فهمهم وحفظهم كما يفرغ معهم أحد المشايخ أو طلبة العلم كمشرف على برنامجهم ومقوّم لمستوياتهم، وجدير بالذكر هنا أن عامل التفريغ هو العامل الذي خرج من خلاله كثير من العلماء سلفاً وخلفاً وكانوا يدرسون في دور للعلوم الشرعية ينفق عليهم من الصدقات والزكاة كالصالحية للحنابلة وكذلك دار الجوزية وغيرهما وقبل ذلك كله كان أهل الصفحة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرغوا بسبب فقرهم للعلم والجهاد وينفق عليهم من أموال الصدقات وكان أميرهم إمام الحُفّاظ أبو هريرة رضي الله عنه وكان يقول عمرألهاني الصفق بالأسواق“ لما غابت عنه سنة الاستئذان فمن كان من أهل الصفة برز بالعلم أكثر من أكابر الصحابة كابن عمر وعمار وأبي موسى وأبي سعيد وأنس الذي كان مفرغاً للخدمة وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً إذا فالعلم يحتاج إلى أن يُفرد بالاهتمام وتفرّغ له الأوقات والطاقات فمنهج التفريغ نهج نبوي سلفي سُبقنا إليه خرّج للأمة عُلماً وحُفّاظاً، وللأسف هجرنا هذا الطريق وعمل به النصارى في كنائسهم واليهود في بيعهم والرافضة في حسينياتهم.

ثالثاً: يصرف على كل واحد منهم أربعة آلاف ريال شهرياً على الأقل فتكون في السنة 50 ألف ريال وفي الأربع سنوات 200 ألف ريال تقريباً وذلك من خلال مشروع يكون ريعه لهم، أو لن نعدم من زكاة أموال المسلمين، وعلى كل حالة ما يحتاجون من كتب وبحوث ولن تكون هذه كثيرة من خلال ما سوف أذكره في المنهج المقترح، ويحبذ أن يكون لهم مكتبة كبيرة يجتمعون فيها للبحث والتسميع والنقاش.

ثم بعد ذلك التفريغ يوضع لهم منهج علمي ليس بمذهبي تقليدي ولا نظامي وإنما منهج قائم أولاً على الكتاب والسنة بفهم السلف الصحيح ولا يشغلوا بحفظ تفاصيل علوم الأصول والزيادة والإعادة فيها، وأنا أقترح منهجاً سهلاً جربته وكان فيه خيراً كثيراً وهو:-

أولاً: يغطى مدة شهرين(2) يحفظ فيها النخبة مع فهم الشرح والورقات والأجرومّية أيضاً وبعض قواعد التفسير والقواعد الفقهية ولا يطال عليه في شروحها لأنه سوف يفهمها بالتفصيل مع الاستدراكات عليها من خلال دراسته القادمة، ويفضل أن تكون دراسة هذه المتون على يد عالم متمكن يريح الطالب في تلخيص آداب الطلب وطرقه والقول الراجح في مواطن النزاع.

ثانياً: يعكف على حفظ القرآن ويحفظ كل يوم من صفحتين إلى أربع صفحات حتى لا يتجاوز التسعة أشهر إلا وقد أتم الحفظ، ومع حفظ ورده اليومي يلخص تفسير ورده من تفسير ابن كثير والبغوي والقرطبي والشوكاني يسمع كل ورده على المشرف مع نقاش في بعض أقوال المفسرين ثم يبقىّ طيلة يومه يراجع ما حفظ مع ضبط التجويد الجلي ويحفظ بعض الجزرية وبعد أربع تسعة أشهر تخرج بحافظ مجوداً ملما بأقوال العلماء والراجح على كل آية.

ثالثاً: ينتقل بعد ذلك إلى حفظ السنة ويبدأ أولاً بحفظ عمدة الأحكام مع حفظ الراجح في فقه كل حديث فلو حفظ 12 حديثا كل يوم لختمه خلال شهر حفظاً وفهماً ويكفي أن يحفظ من الأقوال ما أورده صاحب تيسير العلام ويقتصر على ذلك ولا يتشعب في الشروح.

رابعاً: حتى نوسع مداركه الحديثية والفقهية ينتقل إلى حفظ البلوغ مع فهم شرح صاحب السبل وصاحب النيل وتلخيص الراجح في الضعفاء، ولو حفظ في كل يوم 20 حديثا لختم الكتاب خلال شهرين، وهذه الكمية ليست كثيرة لأن الحافظ ابن حجر في البلوغ لا يورد الحديث بطوله إنما يورد الشاهد من الحديث في الباب وأيضاً سوف يسقط عنه 410 أحاديث كان قد حفظها من العمدة.

خامساً: ينتقل إلى حفظ مختصر صحيح مسلم مع فهم شرحه وتلخيصه، والمختصر يبلغ مقداره 2200حديثاً لو حفظ في كل يوم 15 حديثاً لختم المختصر خلال خمسة أشهر على الأكثر.

سادساً: ينتقل إلى حفظ أفراد البخاري على مسلم من مختصر الزبيدي وعددها 680 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها كل يوم 15 حديثاً لختم البخاري خلال 45 يوما وأثناء ذلك يقرأ فتح الباري مع تلخيص القول الراجح وشواهد أحاديث الباب وكذلك قيودها وصوارفها ومخصصاتها وأقوال ابن حجر في الرجال وعلل الحديث والقواعد الفقهية والحديثية، والفتح يأخذ تلخيصاً بهذه الطريقة أربعة أشهر على الأكبر.

سابعاً: ينتقل إلى حفظ ما لم يورده المنذري والزبيدي في الصحيحين وذلك إما من أصل الصحيحين مرفوعاً غير معلق أو من الجمع بين الصحيحين أو من اللؤلؤة والمرجان وسوف تجتمع لقرابة 100 حديث منهما تأخذ معه أسبوع.

ثامناً: ينتقل إلى حفظ أفراد داود على الصحيحين وعدتها 2450 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها 20 حديثاً كل يوم لختمه خلال أربعة اشهر ويقرأ خلالها عون المعبود مع التلخيص للقول الراجح وعلل الأحاديث المحفوظة كل يوم وشواهدها وقيودها وصوارفها إلى غير ذلك من الفوائد.

تاسعاً: ينتقل إلى حفظ أفراد الترمذي على الصحيحين وأبي داود وعدتها 1350 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها كل يوم 20 حديثاً لختمه خلال شهرين تقريباً وخلالها يقرأ تحفه الأحوذي مع التلخيص كما فعل في العون.

عاشراً: ينتقل إلى حفظ أفراد النسائي على الأربعة الذين سبق ذكرهم وعدتها 2400 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها كل يوم 20 حديثاً لختمها خلال اثنا عشر يوماً.

الحادي عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد ابن ماجة على من سبق ذكرهم وعدتها 600 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر 500 منها ضعيف يحفظ الصحيح البالغ 100 حديث خلال أسبوع مع كثرة قراءة البقية الضعيفة.

الثاني عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد الموطأ المرفوعة على الستة وعدتها 50 حديثاً وتستغرق ثلاثة أيام مع تلخيص ما في الموطأ من الموقوفات وفتاوى مالك وفتاوى الصحابة مع الإطلاع على التمهيد والاستذكار.

الثالث عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد نيل الأوطار وليس المنتقى لأن الشرح فيه أحاديث ينبغي حفظها يفترض أن يكون قد لخصها عندما قرأ النيل أول مرة وعدة تلك الأحاديث مرفوعة 500 حديث يحفظها خلال شهر.

الرابع عشر: ينتقل لحفظ أفراد المسند على من سبق ذكرهم وتبلغ أفراده مرفوعةً بلا مكرر ولا شواهد عند من سبق ذكرهم 1500 حديث تستغرق شهرين.

الخامس عشر: ينتقل إلى تلخيص مجموع الفتاوى مع الفتاوى الكبرى وتأخذ أربعة أشهر.

السادس عشر: يحفظ بعد ذلك متناً فقهياً كالزاد أو الدرة وذلك لترتيب الأدلة التي حفظها وكيفية عرضها للتعليم والإفادة لا نصرة للمذهب ويستغرق ذلك شهرا للثاني وأكثر للأول.

السابع عشر: يحفظ الواسطية ولن يجد عناءً في ذلك لأنه يحفظ جميع أدلتها غير أنه سوف يرتب الأدلة على الأبواب وأثناء الحفظ يقرأ شرحها ويتوسع فيها بقراءة كتاب التوحيد لابن خزيمة وبعدها ينتهي يلخص أصول الاعتقاد لللاكائي ويحفظ بعض المواضع التي عليها الخلاف الكثير من الطحاوية ويلخص شرح الطحاوية ويختم ذلك بحفظ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلخيص شرحه ولن يجد عناءً في حفظه أيضاً لأن الأدلة التي فيه كلها سبق له حفظها وهذا كله يستغرق ثلاثة أشهر.

الثامن عشر: يخرج المسائل الخلافية التي مرت عليه فيما سبق من الشروح ويفترض أنه كان يدونها أول بأول منذ البداية ويبدأ بالبحث عنها في المغني والمجموع والتمهيد ونصب الراية والمحلى وبعض أمهات المذاهب المعتمدة ويكونوا جميعهم مشتركين في ذلك بحثاً ونقاشاً وحفظاً لبعض ما يحتاجه الطالب ويستغرق على الأكبر شهرين على حسب اجتهادهم أثناء التلخيص بإخراج مسائل الخلاف مما سبق من الشرح.

التاسع عشر: يقرأ البداية والنهاية وزيادة محمود شاكر عليها وهذا خلال شهرين.

العشرون: ينتقل الجميع لملازمة أحد المجتهدين ليعرضوا عليه أهم ما حفظوا وما فّهموا وبعض مسائل الخلاف كما يدرسون عنده العلوم التي تؤخذ بالتلقي كالرحبية وبعض مواضع الألفية في اللغة وفي الحديث وما أشكل من قواعد الجرح والتعديل ودراسة الأسانيد وبالجملة يحققوا درجةً تؤهلهم للتصدر للتعليم والفتوى وهذا يسير بــإذن الله ويستغرق ستة أشهر.

وأخيراً يحاولوا جمع ما انتقوه من الأحاديث وما لخصوه من الأقوال والإشكالات مع بسط القول فيها ويوضع في مصنف واحد بعد عرضه على أحد العلماء لإقرار ما فيه وتهذيبه، ولهذا الجمع طريقة يسيرة باستخدام الحاسب لا أريد الإطالة ببسطها ولكن يخرج لنا في النهاية أصول الأحاديث لكل ما مضى من مصادر السنة مع عللها وأقوال الأئمة على كل المسائل الخلافية وفتاوى أهل الاجتهاد إلى غير ذلك من الفوائد وهي خلاصة مجهود أربع سنوات لعشر طلاب.

وهكذا يكون قد استغرق البرنامج ثلاثة سنوات وسبعة أشهر حفظ الطالب خلالها القرآن وفهم فهماً صحياً مستفيضاً وحفظ تسعة آلاف ومئتي حديث، ثم بعد ذلك يفرغوا للتعليم والفتوى والبحوث النافعة وقراءة الكتب المعاصرة والعلوم الأخرى، وأنا أذكر هنا للفائدة والتحريض على الطلب والتحدث بنعمة الله وإثباتاً أني لم أكتب خيالاً ولا أحلاماً فإني بحمد الله قد أتممت ما يقرب من تسعة أعشار هذا البرنامج خلال سنتين وأسأل الله أن يعينني على إتمام ما أريد والله ولي التوفيق.

تنبيهات:-

1-
الطالب الذي يعطى ثلاث إنذارات لعدم حفظه أو حضوره يتم إخراجه من البرنامج.

2-
يلتزم كل طالب منهم ألا يتصدر للتدريس أو النشطات الدعوة أو الأعمال التجارية أو أي شكل من أشكال الصوارف حتى الإمامة إن كانت تشغله.

3-
خلال كل تلك الفترة بعدما يتم حفظ القرآن لا بد وأن يراجع كل يوم ما لا يقل عن أربعة صفحات وبذلك يستطيع ختم القرآن كل أربعة اشهر.

4-
يعطى كل طالب مهلة أسبوعين مراجعة لكل مصنف يتم حفظه.

5-
الاستعانة بالكتمان على إتمام البرنامج حتى لا تعوق العوائق ويكثر الحسّاد والمثبطون إذا ظهرت التفاصيل.

6-
عدم التحدث حتى مع المشايخ عن كيفية البرنامج حتى لا تكثر الاقتراحات المخالفة للمنهج فتسبب ذبذبة وتثبيط للطالب وتردد في الاستمرار.

هذا والله المستعان على ما أقول. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
28/3/1419
هـ

هناك تعليقان (2):

  1. Slot Machines & Casinos - TJH Hub
    › casinos 청주 출장안마 › slot-machines › casinos › slot-machines Jan 8, 2021 — Jan 8, 2021 Slot Machines & Casinos. Welcome 부산광역 출장안마 to our site where you can enjoy the 화성 출장안마 best Vegas casinos with slots 성남 출장마사지 from 영주 출장샵 around the world.

    ردحذف